من المسؤول عن الفساد المستشري في معظم المجتمعات حول العالم ؟ ومن يدفع الثمن؟ Who is responsible for the corruption in most societal conditions in countries around the world? And who pays the price?
• من المسؤول عن الفساد المستشري في معظم المجتمعات حول العالم ؟ ومن يدفع الثمن؟
Who is responsible for the corruption in most societal conditions in countries around the world? And who pays the price?
• ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• تمهيد:
الفساد الموجود في معظم مجتمعات العالم ( أخلاقيًا ، اجتماعيًا ، اقتصاديًا ، سياسيًا ) أسبابه الجذرية الحكام ، لأنهم هم من يشكل البيئات التي تتحرك فيها مؤسسات الدول , خاصة رجال الدين والقضاء والتعليم ثم أفراد الأسرة , الكل يعمل في إطار القوانين والسياسات التي شرعها الحكام.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• أولاً ــ من المسؤول عن فساد معظم المجتمعات حول العالم ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• المسؤول الأول ( حكام الدول )
1. الرعية بالراعي ( إذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة أهل بيته الرقص ).
2. الحكام لهم دور كبير ومباشر في وضع القوانين والسياسات التي تحدد مسار الدولة والمجتمع.
3. قرارات الحكام الاقتصادية والسياسية تؤثر على حياة الناس بشكل يومي بالسلب أو الإيجاب.
• كيف يضبط المجتمع حاكم غير مُنضبط ؟
أن يكون الحاكم من المثليين , أو حاكم مستبد ظالم , أو حاكم خائن عميل , أو حاكم جاهل تابع لأجندة خارجية , أو حاكم مقيد للأيدي والحريات للشرفاء والنبلاء من رجال الدين ورجال العلم ورجال القضاء وغيرهم , أو حاكم مفرط في السيادة الوطنية يعمل على إضعاف الدولة.
• المسؤول الثاني ( رجال الدين والقضاء )
إنّ دور رجال الدين أو القضاء هو أساسي لتحقيق العدالة والاستقرار في المجتمع , ولكن عندما ينحرفون عن مسارهم ، يمكن أن يساهموا في فساد المجتمع وتخلفه بطرق خطيرة.
1. عندما يترك رجال الدين المخلصين دورهم الهام في حياة الناس للجهال.
2. إرباك الناس , عندما يرى الناس رجل الدين الذي يثقون به يبارك أفعال الحاكم الظالم.
3. أن يستخدم مشايخ السلطان نصوصًا دينية لتبرير الظلم ، وشرعنة القرارات الخاطئة للحاكم.
• كيف يفسد رجال الدين والقضاء المجتمعات؟
1. أن يفقد القضاء النزاهة والشرف والثقة المجتمعية.
2. أن يكون رجال الدين مشايخ السلطان , من هان عليه دينه وعلمه هان عليه كل شيء.
3. التحالف مع السلطة الفاسدة , عندما يصبح رجال الدين والقضاء أداة بيد الحكام الفاسدين.
• المسؤول الثالث ( رجال التعليم )
يلعب التعليم دورًا أساسيًا في بناء الأفراد والمجتمعات ، وعندما يفسد يمكن أن تكون عواقبه وخيمة على المجتمع بأكمله.
1. تخريج أجيال غير مؤهلة ( متعلمون جهلة ).
2. غياب المبادئ , التعليم هو أساس تقدم أي مجتمع , كبناء العقول ونشر المعرفة.
3. فساد رجال التعليم يقتل الابتكار ، ويقضي على التفكير النقدي ، ويُخلّف أجيالًا لا تملك القدرة على بناء مستقبل أفضل لمجتمعاتهم.
• كيف يُفسد بيع الضمير التعليم؟
1. سوء أحوال التعليم دليل على سوء أحوال المجتمع والدولة.
2. بيع الضمير هو سبب رئيسي في فساد التعليم وتحويله إلى سلعة.
3. تحويل المعلم إلى تاجر , عندما يتم إهمال المعلمين ماديًا ، فإنهم قد يضطرون لبيع ضمائرهم من خلال تحويل العملية التعليمية إلى تجارة.
• المسؤوال الرابع ( الأسر )
1. عندما تفشل الأسرة في أداء دورها، أو تقوم به بشكل خاطئ ، فإنها تساهم بشكل مباشر في فساد المجتمع
2. الأسرة هي نواة المجتمع , صلاحها مرتبط بالتكوين المجتمعي ، فهي التي تشكل القيم والأخلاق والسلوكيات لدى الأفراد.
3. التفكك الأسري أحد أهم أسباب انحراف الأفراد داخل المجتمعات , عندما يشعر الأبناء بغياب الأمان والاستقرار في المنزل ، فإنهم قد يبحثون عن بدائل خارج الأسرة ، مثل الانضمام إلى رفاق السوء.
• كيف يُفسد الأبناء ؟
1. التربية الخاطئة وغياب القيم بسواء بجهل أو بدون قصد.
2. عندما تُعلّم الأسرة أبناءها أن مصالحهم الشخصية فوق كل اعتبار ، وأن تحقيق الأهداف لا يهم بأي وسيلة ، فإنها تُنتج أجيالًا لا تهتم بالمصلحة العامة، وتساهم في نشر الفساد والمحسوبية.
3. إذا اعتاد الأبناء على الكذب على والديهم، ورأوا أن النفاق هو الطريق لتحقيق مطالبهم، فإنهم سيتشربون هذه السلوكيات ويطبقونها في المجتمع، مما يضعف الثقة بين أفراده.
4. عندما يرى الأبناء أن والديهم يتجاوزون القوانين ويتغاضون عن المخالفات البسيطة ، مثل رمي القمامة في الشارع ، فإنهم سيعتبرون ذلك أمرًا طبيعيًا، وينشأ لديهم شعور بعدم أهمية القانون في حياتهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• خلاصة القول:
1. فساد بعض رجال الدين ليس سببًا مستقلاً لمشاكل المجتمع ، بل هو نتيجة مباشرة لفساد الحاكم الذي أتاح الظروف لتلك الخيانة.
2. إذا كان الحاكم فاسدًا ، فإنه يخلق بيئة فاسدة تمنع الأسرة من القيام بدورها بشكل صحيح ، وتدفعها هي نفسها نحو الفساد.
3. فساد بعض رجال القضاء ليس سببًا مستقلاً لمشاكل المجتمع ، بل هو نتيجة مباشرة لفساد الحاكم الذي أتاح الظروف , بالتالي عدم نزاهة القضاء والمسؤول عنها الحاكم.
4. فساد بعض رجال التعليم ليس سببًا مستقلاً لمشاكل المجتمع ، بل هو نتيجة مباشرة لفساد الحاكم الذي أتاح الظروف , بالتالي بيع ضمائر كثير من المعلمين , الحاكم هو المسؤول عن توفير بيئة صالحة للتعليم.
5. الحاكم ليس مسؤولًا فقط عن المؤسسات ، بل هو مسؤول عن اللبنة الأساسية التي تتكون منها هذه المؤسسات ( الإنسان الذي هو نتاج الأسرة ) , السلطة المطلقة مفسدة مطلقة , غياب القدوة الحسنة مشكلة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• ثانياً / من يدفع ثمن سوء الاوضاع المجتمعية حول العالم والسياسات الخاطئة ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• المواطن العادي:
1. يتأثر بشكل مباشر بالسياسات العامة للبلاد الفاشلة , وتتأثر حياته وأسرته ووعيه المجتمعي.
2. كما أن هذه السياسات تؤثر في اساليب التربية بين الصواب والخطأ , وغالباً قلة القدرة على تصحيح الخطأ.
• المواطن الإيجابي:
1. التأثير مباشر على تربية الابناء بين الصواب في تربية المنزل , والاخطاء القاتلة في جوانب معظم المجتمع.
2. المواطن الإيجابي عندما يرفض بيع الضمير ويقاوم الفساد ، في المقابل فيواجه التهميش أو الإقصاء أو السجن أو الموت قهراً.
3. المواطن المثقف المتعلم , هو من يكتشف أن شهادته لا قيمة لها في سوق العمل الذي يعتمد على المحسوبية والواسطة، وليس على الكفاءة والاجتهاد.
• الأسرة :
1. تدمير الاسرة بكثرة المشاكل والظروف الاقتصادية والوصول على زيادة حالات الطلاق وتشريد الاطفال.
2. الأسرة هي التي تتحمل الضغط الأكبر , من فساد الحاكم ومؤسسات الدولة , ومن ورائهما الأجيال القادمة , خاصة لو استمر الحال كما هو عليه.
3. وقوع الاسرة في مثلث الفقر والجهل والمرض , اشغال الوالدين بالمعيشة وتأمين المتطلبات للأسرة على حساب الاولاد ونفسهما , فرض سياسات اجتماعية وقانونية تُضعف من سلطة الوالدين وتُعزز تدخل الدولة في شؤون الأسرة.
• الدولة:
1. انهيار البنية الاجتماعية والأخلاقية.
2. بناء الولاء للنظام بدلاً من الولاء للوطن ومؤسساته.
3. تأخر الدولة في الجوانب الاقتصادية والبحث العلمي والامور السياسية.
4. تفشي البطالة والفقر والمتشردين وأولاد الشوارع والجرائم والمخدرات والمشاكل الاجتماعية.
5. تسطيح الهوية , إي يفقد الأفراد انتماءهم العميق لهويتهم الوطنية الثقافية والدينية والاجتماعية ، مما يؤدي إلى حالة من الاغتراب وفقدان المعنى.
6. تراجع الوعي المدني والسياسي , إي وجود مجتمع خاضع , يصبح المجتمع أقل قدرة على المطالبة بحقوقه أو ممارسة أي شكل من أشكال الرقابة على السلطة.
7. تغييب العقل النقدي , إي غياب التعليم الذي يشجع على التفكير النقدي يؤدي إلى نشوء أجيال غير قادرة على التمييز بين الحق والباطل ، أو النقد البناء ، مما يجعلها أداة سهلة بيد النظام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• خلاصة القول :
1. ضعف الاهتمام والمحافظة على الممتلكات العامة , الشعور بالإحباط وعدم الثقة في المؤسسات .
2. تشويه الصورة والسمعة للدولة محلياً وأقليمياً ودولياً , انتشار الفساد بين أفراد المجتمع ومؤسسات الدولة.
3. الفاسد الإعلامي في صور متعددة منها الأفلام والمسلسلات الهابطة , فقد البرامج التوعوية المجتمعية المفيدة.
4. الفجوة بين الأغنياء والفقراء , إختفاء بعض الطبقات المجتمعية , زيادة الاحتقان الاجتماعي والشعور بالظلم.
5. ضعف شبكة الأمان الاجتماعي الطبيعية , ضياع الحقوق بين الناس وغياب العدل , ضعف في نزاهة القضاء.
6. انهيار كثير ومن القيم والاخلاقيات وخروج كثير من الامور عن السيطرة , وبحث كثير من أفراد المجتمع عن الحرية المطلقة التي هي مفسدة مطلقة.
7. السيطرة على الأسرة، والمؤسسات الدينية، والمؤسسات التعليمية من الركائز الأساسية التي تستخدمها هذه الأنظمة لترسيخ سلطتها والحفاظ على بقائها.
8. تفشي الغش السياسي والتجاري والاجتماعي , زيادة نسب الانحراف الجنسي ( إغتصاب , زواج عرفي , علاقات محرمة , حريات شخصية بلا رابط ).
• سؤال / كيف يمكن العمل على الإصلاح المجتمعي ؟ الاجابة لك كما تتخيلها ...
• ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البحث والإعداد / بدرالدين أحمد
تعليقات
إرسال تعليق