إهمال جودة المنشآت الحكومية قضية معقدة ولا يمكن اختزال أسبابها في كونها منشآت خدماتية ـ The neglect of government facilities is a complex issue and its causes cannot be reduced to the fact that they are service facilities



• إهمال جودة المنشآت الحكومية قضية معقدة ولا يمكن اختزال أسبابها في كونها منشآت خدماتية
The neglect of government facilities is a complex issue and its causes cannot be reduced to the fact that they are service facilities
• ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• مقدمة :
إن إهمال المنشآت الحكومية من حيث أعمال الجودة شاملة , هي قضية مركبة ومعقدة ، ولا يمكن اختزال أسبابها في كون المباني خدماتية فقط , بل هي نتيجة لتراكم عوامل إدارية ، مالية ، وثقافية , إن إهمال المنشآت الحكومية غالباً نتيجة قصور إداري ومالي ، وغياب للرقابة والمحاسبة ، مما يترتب عليه نتائج كارثية تؤثر على الأفراد والممتلكات ، وجودة الخدمات ، والاقتصاد ككل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• أولاً / الأسباب الرئيسية وراء إهمال الجودة لمعظم المنشآت الحكومية ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• الثقافة السائدة:
1. التركيز على الظاهر: الاهتمام بالمظهر الخارجي للمؤسسة على حساب أساسيات السلامة والجودة الداخلية.
2. اللامبالاة , بعض المسؤولين والموظفين قد يفتقرون إلى الشعور بالمسؤولية تجاه الممتلكات العامة، ويعتبرونها لا تخصهم.
3. ضعف الوعي العام لمعظم القيادات حول مدي أهمية الجودة والسلامة والصيانة داخل المنشآت الحكومية أو غيرها , من أجل المحافظة على الارواح والممتلكات , ومن أجل ضمان زيادة عمرها الافتراضي.
• الأسباب المالية:
1. ميزانيات غير كافية , لا يتم تخصيص ميزانيات كافية لأعمال الصيانة، أو يتم تحويلها إلى بنود أخرى تعتبر أكثر أهمية.
2. إهدار المال العام , قد يتم صرف أموال على مشاريع جديدة وإهمال صيانة الموجود ، مما يؤدي إلى تدهور الأصول الحكومية.
• البيروقراطية:
1. غياب المرونة , الأنظمة الحكومية غالبًا ما تكون غير مرنة ، ولا تسمح باتخاذ قرارات سريعة لإصلاح الأعطال الطارئة.
2. تعقيد الإجراءات , تتطلب أعمال الصيانة والدعم اللوجستي سلسلة طويلة ومعقدة من الموافقات التي قد تستغرق شهورًا ، مما يؤدي إلى تأجيل الإصلاحات الضرورية.
• ضعف الرقابة والمحاسبة:
1. ضعف نظام المحاسبة , غالبًا لا يُحاسب المسؤولون أو يُعاقبون على إهمالهم ، مما يشجع على استمرار الوضع الراهن.
2. غياب الرقابة الفعالة , لا توجد آليات رقابية صارمة تضمن التزام المسؤولين بمهام الصيانة الدورية وتخصيص الميزانيات اللازمة.
• أعمال الجودة المفقودة :
تواجه معظم المنشآت الحكومية تحديات كبيرة في تطبيق معايير الجودة الشاملة، ويعود ذلك إلى مجموعة من الأسباب المتداخلة التي يمكن تصنيفها على النحو التالي:
1. معوقات إدارية وقيادية , عدم التزام الإدارة العليا.
2. المركزية المفرطة , الاعتماد على أنماط تنظيمية تقليدية وهياكل تنظيمية معقدة.
3. عدم وجود نظام حوافز فعال يشجع الموظفين على التنافس وتقديم خدمات ذات جودة عالية.
4. غياب معايير واضحة لاختيار القيادات , تعيين أشخاص يفتقرون إلى الخبرة أو الكفاءة اللازمة.
5. غياب المساءلة والشفافية , ضعف نظام المساءلة عن الأخطاء أو التقصير ، يؤدي إلى تراجع الأداء.
6. نقص الموارد المالية , لا تتوفر الميزانيات الكافية لتنفيذ برامج الجودة , أو تتم الجودة على الورق فقط.
7. عدم وضوح الأهداف , عدم وجود رؤية ورسالة واضحة للمؤسسة، مما يجعل من الصعب تحديد الأهداف.
8. ضعف قنوات اتصال فعالة بين الإدارة والموظفين ، مما يعيق نقل المعلومات والأفكار وروح العمل الجماعي.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• ثانياً / النتائج الرئيسية لإهمال الجودة بمعظم المنشآت الحكومية ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• إهدار المال العام:
تكاليف أعلى للإصلاح , إن إهمال الصيانة الدورية يرفع تكلفة الإصلاحات المستقبلية، فبدلًا من إجراء صيانة بسيطة، قد تحتاج المباني إلى إعادة بناء بالكامل.
• فقدان السلامة العامة:
1. تدهور البنية التحتية , تتأثر المباني الحكومية بشكل كامل ، ما قد يجعلها غير صالحة للاستخدام.
2. يمكن أن يتسبب إهمال الصيانة في انهيار المباني ، أو اندلاع حرائق نتيجة ماس كهربائي ، مما يؤدي إلى خسائر بشرية ومادية فادحة.
• تراجع مستوى الخدمات:
1. تعطيل الأعمال , يؤدي انهيار الأنظمة أو المعدات إلى توقف العمل ، مما يسبب تأخيرًا وتعطيلًا في تقديم الخدمات.
2. تدني جودة الخدمة , البيئة المتهالكة تؤثر على جودة الخدمات المقدمة للمواطنين ، فالمستشفيات والمدارس التي تفتقر للصيانة لا يمكنها تقديم خدمة لائقة.
• تدهور الحالة النفسية والمهنية للموظفين:
1. نقص الإنتاجية: تزداد معدلات الغياب والمرض ، وتتراجع الإنتاجية بشكل كبير.
2. غياب التحفيز , عندما يعمل الموظف في بيئة غير صحية وغير آمنة، فإنه يفقد شغفه وحماسه للعمل.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• ثالثاً / الحول المنطقية لعودة أعمال الجودة بالمنشآت الحكومية:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. العمل على زيادة نسب والوعي الحكومي ( القيادات ) عن اهمية الجودة بالمنشآت.
2. العمل على زيادة نسب الوعي العام للموظفين والافراد عبار المحاضرات والندوات والاعلام.
3. تخصيص ميزانية سنوية لأعمال الجودة فقط داخل كل مبنى حكومي , دون المساس به.
4. التعاقد مع شركة متخصصة للسلامة والصيانة أو تكوين فرق عمل حكومية متخصصة.
5. تحديث البنية التحتية: تخصيص ميزانيات كافية لصيانة وتحديث المباني والمرافق الحكومية.
6. العمل على توفر ورش صيانة حكومية من أجل إصلاح وصيانة الآلات والاجهزة والاثاث وغيرهم.
7. المحاسبة الفعالة لكل فرد يهمل داخل المبنى في السلامة والصيانة وغيرهما من أعمال جودة المباني.
8. توفير التجهيزات , تزويد الموظفين بالأدوات والتجهيزات الحديثة التي تساعدهم على أداء عملهم بكفاءة.
9. توفر الحافز للموظفين نحو تطبيق أعمال الجودة , مما يزيد من حرص الموظفين على الارواح والممتلكات.
10. التدريب المجدول المستمر الشامل للموظفين , من حيث التخصص والخدمات المساندة للتخصص , والتدريب على اعمال الجودة.
11. إصلاح الإدارة , تبني نظم إدارية حديثة تعتمد على الكفاءة والشفافية، وتشجع على الابتكار والمبادرة من خلال منح حوافز عادلة.
12. تنمية الموارد البشرية , الاستثمار في تدريب الموظفين وتطوير مهاراتهم بشكل مستمر ، وتعزيز بيئة عمل إيجابية تشجع على التعاون والاحترام المتبادل.
13. تركيب كاميرات المراقبة وأنظمة إنذار الحريق ومخارج الطوارئ الواضحة ، مما يجعلها بيئة غير آمنة في حالة الطوارئ , ويسمح بمراقبة المقصر في حق الأرواح والممتلكات.
• ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البحث والاعداد / بدرالدين أحمد

تعليقات