انهارت معظم التعاملات بين الافراد بالمجتمعات على مبدأ الاخلاق والدين والعلم ؟ انعكاسات ذلك على العمالة الوافدة داخل بعض الدول خاصة الخليجية ؟ Most interactions between individuals in societies have collapsed based on the principles of morality, religion, and science. What are the repercussions of this on migrant workers in some countries, especially the Gulf countries?
• انهارت معظم التعاملات بين الافراد بالمجتمعات على مبدأ الاخلاق والدين والعلم ؟ انعكاسات ذلك على العمالة الوافدة داخل بعض الدول خاصة الخليجية ؟
Most interactions between individuals in societies have collapsed based on the principles of morality, religion, and science. What are the repercussions of this on migrant workers in some countries, especially the Gulf countries?
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• تمهيد:
هذا التحول ليس بالضرورة شاملًا لكل الناس وفي كل الأماكن أو الدول ، ولكنها ظاهرة واضحة في كثير من المجتمعات التي تغلبت فيها قيم مادية معينة على القيم الروحية والأخلاقية , لا يزال الكثير من الناس في العالم يثمنون الأخلاق والدين  والنزاهة والتعليم كأهم مقاييس لقيمة الإنسان الحقيقية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• أولاً : أسباب انهارت المعاملات بين الأفراد في المجتمعات العربية على مبدأ الأخلاق والدين والعلم:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• ضعف دور المؤسسات التعليمية والدينية:
1. المعاملة بين بالأفراد بعضهم البعض عن الدين والاخلاق على مستوي عنصري أو نظرة دُونية.
2. لم تعد المؤسسات التعليمية والدينية تلعب دورها الفعال في ترسيخ القيم الأخلاقية والدينية بشكل جيد.
3. تراجع المؤسسة الدينية أدى إلى أن يصبح الدين أقل تأثيرًا كمرجع للأخلاق والقيم بين كثير من الأفراد.
4. المناهج التعليمية أصبحت نظرية بحتة بعيدة عن الواقع ، الخطابات الدينية لم تعد قادرة على تقديم حلول عملية لمشاكل المجتمع الحديث.
5. التعليم كسلعة ـ عندما يتحول التعليم إلى سلعة تُباع وتُشترى ، فإن الأشخاص الأغنى هم من يستطيعون الحصول على أفضل تعليم ، مما يوسع الفجوة المعرفية ويعزز فكرة أن القيمة ترتبط بالقدرة على الدفع وليس بالجهد الفردي , وينعكس ذلك في معاملاتهم مع الاخرين.
• ضعف دور الأسرة في التربية الحسنة:
1. الحرية المطلقة مفسدة مطلقة ـ أن يصبح لكل شخص أخلاقه الخاصة في التعامل مع الاخرين.
2. دور الأسرة ـ حيث في الماضي كانت الأسرة تربي وتنقل القيم الأخلاقية والدينية بشكل كبير بين أفرادها.
3. الرغبة في الشهرة ـ تتيح منصات التواصل الاجتماعي لأي شخص أن يصبح مشهورًا ، حتى لو لم يكن لديه إسهامات حقيقية , وهذا يُنتج نوعًا من القيمة الزائفة التي لا تستند إلى الأخلاق أو العلم.
• التأثيرات الثقافية الخارجية:
1. النسبية الأخلاقية ـ ظهرت أفكار تُشكك في وجود قيم أخلاقية مطلقة.
2. الانفتاح أدى إلى نوع من التشكيك في القيم الثابتة , وظهور مفاهيم جديدة لا تتوافق مع المعايير الأخلاقية.
3. العالم أصبح قرية واحدة عن طريق وسائل الإعلام الحديثة والإنترنت , أدت إلى انفتاح المجتمعات على ثقافات مختلفة ، بعضها قد يتعارض مع القيم التقليدية العربية والإسلامية.
4. التركيز على المظهر ـ تُسلط وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي الضوء بشكل كبير على حياة الأثرياء والمشاهير دون العلماء ، مما يربط النجاح والسعادة بالثروة والسلطة.
• التحولات الاقتصادية والاجتماعية:
1. التركيز على المال أدى إلى تراجع الاهتمام بالقيم الأخلاقية ، حيث يرى البعض أن الغاية تبرر الوسيلة.
2. أدت العولمة والاقتصاد الرأسمالي إلى زيادة المنافسة المادية، حيث أصبح الربح المادي هو الهدف الأساسي.
3. شجع النظام الرأسمالي على ثقافة الاستهلاك حيث يُقاس النجاح بما يمتلكه الفرد من سلع وخدمات فاخرة , وهذا يجعل الثروة مقياسًا رئيسيًا للمكانة الاجتماعية.
4. التركيز على المادة ـ أدت الفلسفة الرأسمالية إلى وضع قيمة كبيرة على الإنتاج ، الربح ، والثروة المادية , غالبًا ما يُنظر إلى النجاح المالي على أنه دليل على الكفاءة والذكاء ، حتى لو كان على حساب الأخلاق.
• السياسات والخلافات السياسية:
1. الرأسمالية المتطرفة ـ الأنظمة السياسية التي تتبنى الرأسمالية المتطرفة غالبًا ما تعطي الأولوية للنمو الاقتصادي والربح على حساب القيم الاجتماعية والأخلاقية.
2. المصلحة الشخصية ـ أدت هذه الظواهر إلى أن يركز الكثير من الأفراد على تحقيق مصالحهم الشخصية بأي ثمن ، مما يقلل من أهمية القيم الجماعية مثل الأخلاق والمجتمع.
3. استخدام وسائل الإعلام المختلفة والتواصل الاجتماعي المتنوعة ـ كأداة لتصفية الحسابات بين الحكام , عن طريق دفع الصراعات إلى الشعوب , وتوجيه الذباب الالكتروني لاشعال نار الفتن.
4. الفساد السياسي والاقتصادي ـ عندما يرى الناس أن القادة السياسيين أو الاقتصاديين يحققون نجاحات كبيرة بالرغم من فسادهم ، يفقدون الثقة في أن الأخلاق والنزاهة هي السبيل للنجاح.
• بنود آخري متنوعة حول إنهار المعاملات:
1. صراعات الحكام تتحول إلى الشعوب ثم تتحول إلى العمالة الوافدة والانتقام منها.
2. الرفاهية لبعض الشعوب ,  أدي إلى تغيير كثير من مفاهيم الاسر والافراد نحو الأخر خاصة العمالة الوافدة.
3. عملة الدولة ـ العمالة الوافدة في كثير من الدول المتقدمة أو الغنية غالباً ما تكون من دول نامية العُملة للدول هذه ضعيفة , ويكون ذلك سبب رئيسي في سوء المعاملة للعمالة الوافد.
4. الشعبوية ـ بعض السياسيين الشعبويين يستغلون مشاعر الغضب والإحباط لدى الجماهير ليربطوا بين الهوية الوطنية والثروة أو القوة السياسية أو العمالة الوافدة ، بدلاً من الأخلاق أو العلم.
5. ضعف الدولة ـ كلما كانت العمالة الوافدة تأتي من دول نامية محتاجة للمساعدات كان ذلك سبب رئيسي في سوء المعاملة للعمالة الوافد , والنظر لهم على أنهم أقل حتى لو كانوا مسلحين بالأخلاق والدين والعلم.
6. الترويج للأغنياء ـ غالبًا ما يركز الخطاب السياسي والإعلامي على الأثرياء ورجال الأعمال الناجحين كقدوة للمجتمع دون الاخرين من الحالات المتميزة ، حتى وإن كان نجاحهم لا يعتمد على الأخلاق أو العلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• ثانياً :  انعكاسات انهارت المعاملات بين الأفراد في المجتمعات على العمالة الوافدة:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. عدم الصدق في الراتب رغم أن العقد شرعية المتعاقدين , يكون العقد شيء والراتب شيء آخر.
2. التعامل غير الإنساني , أصبح بعض أصحاب العمل يتعاملون مع العمالة الوافدة كسلعة وليس كبشر.
3. انهيار القيم الأخلاقية والدينية له انعكاسات كبيرة على التعامل مع العمالة الوافدة في الدول الخليجية.
4. ضعف الوعي بالحقوق , يعاني العديد من العمال الوافدين من قلة الوعي بحقوقهم القانونية في البلد المضيف.
5. الاستغلال المادي , في ظل غياب الرادع الأخلاقي والديني ، يلجأ بعض أصحاب العمل إلى استغلال حاجة العمالة الوافدة للعمل.
6. الخلافات الاجتماعية ـ حيث في بعض الأحيان تنشأ خلافات اجتماعية أو ثقافية بين العمالة وأفراد المجتمع المضيف بسبب الفروقات في العادات والتقاليد , ويكون بسببها الاساءة للعمالة.
7. التعالي الاجتماعي: في بعض الأحيان تكون هناك ثقافة تعالي لدى بعض أفراد المجتمع المضيف تجاه العمالة الوافدة بشكل عام ، وتكون هذه النظرة مرتبطة بالطبقة الاجتماعية أو الدخل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• لماذا معاملة كثير من العمالة المصرية في الخارج خاصة دول الخليج معاملة غير حسنة ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• عوامل تتعلق ببعض المصريين أنفسهم:
1. الافتقار للمهارات المطلوبة وفقاً للمعايير المهنية ـ حيث يذهب كثير من المصريين للعمل في الخارج بدونها.
2. ضعف اللغات ـ معظم العمالة لديها ضعف في اللغة الانجليزية وباقي اللغات , بجانب ضعف في فن التواصل.
3. قبول المسافر إلى الدولة براتب أقل  , ثم الكثير من الشكاوى والاعتراض دون وضع النقاط على الحروف.
4. الالتزام بالقوانين حيث  يواجه بعض المصريين صعوبة في التكيف مع القوانين والأنظمة الصارمة لهذه الدول.
5. من العمالة من يعمل على إقناع المواطن أنه يفهم في كل شيء يُطلب منه , النتيجة سوء الإنجاز حسب المطلوب
6. الثرثرة ـ حيث الكثيرة  من العمالة يثرثر في أمور لا يجب الثرثرة فيها , تعتبر داخل هذه الدول خطوط حمراء
7. غياب الحماية القانونية ـ قد لا يمتلك العامل الوافد في بعض الأحيان الوعي الكافي بالقوانين أو القدرة على الوصول إلى الحماية القانونية، مما يجعله عرضة للاستغلال.
• عوامل تتعلق بثقافة بعض شعوب الدول المستضيفة:
1. تطبيق نظرية الاسقاط على كثير من العمالة المصرية بدون وجه حق.
2. الصور النمطية بالاعلام المصري الفاسد , واسقاط ذلك على معظم العمالة المصرية.
3. احساس بعض المواطنين أن العمالة الوافدة خاصة المصريين يأخذوا حقهم  في الوظائف.
4. الكراهية أو الحقد غالباً على بعض العمالة المصرية لمواقف شخصية أو اجتماعية مرتبطة بأمور ما.
5. السيرة السلبية عن بعض العمالة المصرية بين المواطنين , تجعل كثير من المواطنين لا يُحسن المعاملة معهم.
6. الصور النمطية السلبية: هناك صور نمطية سلبية قديمة عن المصريين بأنهم يكتفون بالحد الأدنى من الأجور أو أنهم أقل التزامًا بالعمل ، أو انهم ينتمون إلى الراقصة والطبال .
7. نظام الكفالة"احتكار صاحب العمل للعمالة" رغم أن بعض الدول الخليجية قامت بتعديل أو إلغاء نظام الكفالة، إلا أن آثاره لا تزال قائمة , هذا النظام يجعل العامل مرتبطًا بشكل كامل بصاحب العمل ، الذي قد يستغل هذه السلطة في حجب الأوراق الرسمية أو عدم دفع الأجور.
• عوامل تتعلق بالحكومة المصرية:
1. لا يوجد قاعدة بيانات عن وضع وحياة العمالة المصرية في الخارج.
2. لا يوجد ثقة بين العمالة المصرية بالخارج والحكومية المصرية بالداخل.
3. يشعر الكثير من المصريين أن السفارات والقنصليات المصرية لا تقدم لهم الدعم الكافي أو الفعال في مواجهة مشكلاتهم ، خاصة في قضايا تأخر الرواتب أو الخلافات القانونية.
4. التهاون في حماية العمالة: هناك سياسات حكومية تتجاهل أو لا تعطي الأولوية لحماية حقوق العمال في الخارج ، مما يضعف موقف العامل المصري ويزيد من تعرضه للاستغلال.
5. الحاجة الاقتصادية للتحويلات: تعتمد مصر بشكل كبير على تحويلات مواطنيها في الخارج ، مما قد يجعل الحكومة في موقف ضعيف عند التفاوض مع الدول المضيفة بشأن حقوق العمال ، خوفًا من تأثير ذلك على حجم التحويلات.
• ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البحث والاعداد / بدرالدين أحمد


.jpg)
تعليقات
إرسال تعليق