ظاهرة ترك الأبناء للوالدين هي قضية اجتماعية تشهد تزايداً في مجتمعات كثيرة : Social issue / The issue of the circumstances behind children leaving their parents - why, what is the solution •
• ظاهرة ترك الأبناء للوالدين هي قضية اجتماعية تشهد تزايداً في مجتمعات كثيرة:
Social issue / The issue of the circumstances behind children leaving their parents - why, what is the solution
• ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• تمهيد:
ظاهرة ترك الأبناء للوالدين هي قضية اجتماعية تشهد تزايداً في مجتمعات كثيرة , هذه الظاهرة قد تكون ناتجة عن عدة عوامل منها العائلية ومنها الظروف المجتمعية ومنها الازمة الاقتصادية للدولة , أو غير ذلك .
• أسئلة صعب الإجابة عليها!
1. هل كان خطأ الوالدين أن سمحا لأولادهم بالسفر والغربة وتركهما ؟
2. هل كان خطأ الأولاد أن سمحا لأنفسهم بالسفر والغربة وترك الوالدين لمصيرهما؟
3. هل كان خطأ الدولة ذات الظروف الاقتصادية الصعبة المستمرة منذ عقود من الزمن؟
• كلها أسئلة معقدة تتطلب النظر من زوايا متعددة في الحقيقة ، قد يكون هناك أكثر من سبب واحد يمكن أن يؤدي إلى الهجرة بين الابناء والوالدين ، ولكن ليس من العدل تحميل أحد المسؤولية الكاملة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• أولاً / العوامل الرئيسية وراء ترك الأبناء الوالدين:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• الأسباب الأسرية:
1. زيادة فرص العمل والدراسة في المدن الكبرى أو خارج البلاد، مما يدفع الأبناء إلى الهجرة بحثًا عن مستقبل أفضل.
2. الوالدين: قد يكون للوالدين دور في ذلك نتيجة لطريقة تربيتهم أو لعدم تمكنهم من بناء علاقة قوية ومتينة مع أبنائهم.
3. تغير أنماط الحياة وتأثير الثقافات الغربية، مما يشجع على الاستقلالية الفردية , والرغبة في الابتعاد عن القيود والضغوط الأسرية.
4. الأبناء: في بعض الحالات، قد يكون الأبناء هم المسؤولين عن الابتعاد عن والديهم نتيجة لتغير القيم الشخصية أو البحث عن حياة مستقلة.
5. التغيرات في قيم الأسرة: بعض الثقافات تشهد تغيرات في قيم الأسرة التقليدية ، حيث يقل الاهتمام بالروابط الأسرية مقابل الاهتمام بالاستقلالية الشخصية.
6. المشكلة الكبرى : غالبًا ما يترك الأبناء أهلهم سعياً لتحسين ظروفهم المعيشية والعثور على فرص عمل أفضل , ثم تكون الهجرة والإقامة الدائمة للأبناء في البلد المُضيف دون الوالدين.
• الأسباب المجتمعية:
1. تباعد الأجيال: قد يحدث تفاوت كبير في القيم والعادات بين الأجيال ، مما يؤدي إلى حدوث خلافات بينهم.
2. المجتمع: تأثير القيم الاجتماعية والعادات والتقاليد يمكن أن يلعب دوراً كبيراً في تعزيز أو تقليل الروابط الأسرية.
3. التغيرات الاجتماعية والاقتصادية: ارتفاع تكاليف المعيشة وصعوبة تحمل الأعباء المالية، مما يجبر الأبناء على البحث عن سكن مستقل.
4. التغيرات الاجتماعية والاقتصادية: تحول بعض الأبناء للعيش في مدن أخرى بحثاً عن فرص عمل أو تعليم أفضل ، مما يجعلهم بعيدين عن والديهم.
• الأسباب الخاصة بالدولة:
1. البيئة : داخل مؤسسات الدولة طاردة لأبناءها وليست حاضنة.
2. عندما تكون الفرص محدودة والظروف صعبة ، والدولة لا تفعل شيء يصبح البحث عن حياة أفضل أمرًا طبيعيًا.
3. الظروف الاقتصادية الصعبة والفساد يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في دفع الناس إلى البحث عن فرص خارج بلادهم .
• النتائج المترتبة على هجر الوالدين:
• على الأسرة:
1. مشاكل نفسية: قد يعاني الوالدين المهجورين من الاكتئاب والشعور بالعزلة والوحدة.
2. تفكك الأسرة: يؤدي هجر الوالدين إلى تفكك الروابط الأسرية وانعدام الدعم العاطفي.
3. أثر على الأطفال: يؤثر غياب الأجداد على الأطفال من خلال فقدان التوجيه والنصح والحنان.
• على المجتمع:
1. نقص التكافل الاجتماعي: يضعف التواصل والتعاون بين الأجيال ، مما يؤثر على التماسك الاجتماعي.
2. زيادة الأعباء على الخدمات الاجتماعية: يتسبب هجر الوالدين في زيادة الطلب على خدمات الرعاية الاجتماعية والمراكز الاجتماعية.
• على الدولة:
1. ضعف القوة العاملة: يمكن أن تؤدي التوترات الأسرية إلى تقليل الإنتاجية وزيادة الغياب في العمل.
2. زيادة التكاليف الصحية: يمكن أن يؤدي التوتر والاكتئاب الناتج عن الهجر إلى زيادة التكاليف الصحية.
3. تزايد الأعباء الاقتصادية: نتيجة لتزايد الحاجة إلى دعم الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية للوالدين المهجورين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• ثانياً / الحلول الممكنة لهذه القضية الشائكة:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• على المستوى الأسري:
1. توفير الدعم المتبادل: تقديم الدعم المادي والمعنوي للأبناء ، خاصة في المراحل الانتقالية , توفير الرعاية والدعم للوالدين في مراحل الشيخوخة.
2. تعزيز التواصل والحوار: تشجيع الحوار المفتوح والصريح بين أفراد الأسرة , الاستماع الفعال لآراء الأبناء واحترام قراراتهم , حل الخلافات والمشاكل الأسرية بطرق سلمية وبناءة.
3. بناء علاقات قوية: قضاء وقت ممتع معًا كعائلة، ومشاركة الأنشطة والهوايات , إظهار الحب والتقدير المتبادل بين أفراد الأسرة ,غرس قيم الاحترام والتقدير لكبار السن في نفوس الأبناء.
• على المستوى المجتمعي :
1. التوعية والتثقيف: تنظيم حملات توعية بأهمية الترابط الأسري وبر الوالدين , تضمين مناهج التعليم مواد تثقيفية حول حقوق وواجبات الأبناء تجاه الوالدين , استخدام وسائل الإعلام المختلفة لنشر رسائل إيجابية حول أهمية الأسرة.
2. تعزيز قيم التكافل الاجتماعي: تشجيع المبادرات المجتمعية التي تهدف إلى دعم الأسر وكبار السن , إنشاء نوادٍ اجتماعية ومراكز ترفيهية لكبار السن , مساعدة الأسر المحتاجة التي لديها كبار السن.
• على مستوى مؤسسات العمل المدني والخيري:
1. التوعية والتثقيف: تنظيم حملات توعية حول حقوق كبار السن وأهمية رعايتهم , عمل ندوات ومحاضرات للتوعية بهذه المشكلة.
2. تقديم خدمات الرعاية: إنشاء دور رعاية للمسنين تتوفر فيها خدمات عالية الجودة , توفير خدمات الرعاية المنزلية لكبار السن , إنشاء مراكز تأهيل لكبار السن.
3. العمل على تعزيز التواصل: الحفاظ على التواصل الجيد بين الأجيال يمكن أن يساعد في تقليل الفجوات وإيجاد قواسم مشتركة إعلامياً وداخل المؤسسات التعليمية.
4. تقديم الدعم النفسي والاجتماعي: تنظيم برامج للدعم النفسي والاجتماعي لكبار السن وأسرهم , توفير خدمات الاستشارات الأسرية , تنظيم فعاليات اجتماعية لكبار السن.
• على مستوى مؤسسات الدولة:
1. يجب أن تعمل الحكومات على إيجاد آليات لدعم كبار السن وتوفير الرعاية اللازمة لهم.
2. توفير الدعم المجتمعي: توفير مراكز رعاية ودعم للأبناء والآباء يمكن أن يسهم في تعزيز الروابط الأسرية.
3. الدولة مسؤولة عن توفير بيئة اقتصادية واجتماعية تضمن حياة كريمة للمواطنين ، بما في ذلك كبار السن.
4. إنشاء مؤسسات الرعاية: إنشاء دور رعاية للمسنين تابعة للدولة , إنشاء مراكز تأهيل لكبار السن , توفير الخدمات الصحية في المستشفيات الحكومية لكبار السن.
5. توفير الدعم المالي والاجتماعي: توفير معاشات تقاعدية مناسبة لكبار السن , تقديم الدعم المالي للأسر التي ترعى كبار السن , توفير خدمات الرعاية الصحية المنزلية لكبار السن.
6. سن القوانين والتشريعات: سن قوانين تحمي حقوق كبار السن وتضمن لهم حياة كريمة , تفعيل القوانين التي تجرم الإهمال والإساءة لكبار السن , توفير التأمين الصحي الشامل لكبار السن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• ثالثاً / خلاصة القول:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. النتائج السابقة كلها مرتبطة ببعضها البعض , فشل بند من البنود يعني فشل كل البنود والوصول الى النتيجة صفر.
2. هذه الأفكار أو الحلول تعتبر نقطة انطلاق للنقاش حول القضية ، ومن المهم أن ندرس كل حالة على حدة لفهم الأسباب العميقة وطرح الحلول المناسبة حسب ظروف كل بيئة ما.
3. لا يمكن تحديد طرف واحد مسؤول بشكل كامل عن هذه القضية , المسؤولية مشتركة بين الوالدين والأبناء والمجتمع ومنظمات العمل المدني والخيري ومؤسسات الدولة.
4. من المهم التأكيد على أن بر الوالدين هو واجب ديني وأخلاقي ، وأن تركهم دون عذر شرعي يعتبر من العقوق الذي نهى عنه الإسلام , يجب على الأبناء أن يتذكروا أن والديهم قد ضحوا بالكثير من أجلهم ، وأنهم يستحقون كل الاحترام والرعاية في شيخوختهم.
• ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البحث والاعداد / بدرالدين أحمد
موضوعات ذات صلة:
سلاح التلميذ الحقيقي والأسباب الرئيسية وراء عدم التوازن في تربية الأبناء:
تعليقات
إرسال تعليق