المستشفى الافتراضية وتقديم الخدمات الصحية ـ هل هي المستقبل للرعاية الصحية ؟ Virtual Hospital: Is it the future of healthcare



• المستشفى الافتراضية وتقديم الخدمات الصحية ـ هل هي المستقبل للرعاية الصحية ؟
Virtual Hospital: Is it the future of healthcare
• ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• تمهيد:
هل المستشفى الافتراضية هي المستقبل الذي أصبح حاضرًا؟ هل المستشفى الافتراضية هي المستقبل الصحي بين يد الأنسان ؟ هل تخيلت يومًا أن تحصل على رعاية طبية ممتازة دون الحاجة للذهاب إلى المستشفى؟ هل المستشفى الافتراضي أصبح واقع في كثير من الدول ؟ , هدفها توفر الرعاية الصحية لك في إي مكان.
• أولاً ــ المستشفى الافتراضية:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المستشفى الافتراضية هي نموذج رعاية صحية حديث يعتمد على التقنيات الرقمية لتقديم الخدمات الطبية عن بعد ، دون الحاجة لزيارة المريض للمستشفى التقليدي.
المستشفى الإفتراضي في جيبك أو في بيتك , بدلًا من الذهاب إلى المستشفى التقليدي , تستطيع أن تحصل على استشارة ، متابعة لحالتك ، أو حتى رعاية كاملة عبر الإنترنت والتكنولوجيا.


• كيف تعمل المستشفى الافتراضية؟
تعتمد المستشفيات الافتراضية على مجموعة من التقنيات الحديثة والمكونات الأساسية:
1. أجهزة المراقبة عن بعد: يتم تزويد المرضى بأجهزة قابلة للارتداء أو أجهزة طبية منزلية تراقب العلامات الحيوية مثل ضغط الدم ومعدل ضربات القلب ومستوى الأكسجين والسكر ، ثم ترسل البيانات إلى مقدمي الرعاية الصحية بشكل مستمر.
2. منصات التطبيب عن بعد: تتيح المنصات التواصل الفعال بين المرضى والأطباء وخبراء الرعاية الصحية من خلال مكالمات الفيديو والرسائل والهاتف ، مما يضمن حصول المرضى على الرعاية دون الحاجة للانتقال.
3. أنظمة دمج البيانات: تقوم هذه الأنظمة بجمع وتوحيد البيانات من مختلف أجهزة المراقبة في منصة مركزية ، مما يتيح لمقدمي الرعاية الصحية الوصول إلى بيانات المريض في الوقت الفعلي ومتابعة حالته.
4. فرق الدعم السريري: يتكون فريق متعدد التخصصات من الأطباء والممرضين والمتخصصين لمراقبة بيانات المريض وتقديم الاستشارات وتعديل خطط العلاج حسب الحاجة.
• الأنشطة المختلفة للمستشفى الافتراضي:
1. تقديم رعاية أو عناية صحية فورية لك.
2. توفر أو وجود فريق طبي متكامل يتابعك عن بعد.
3. التواصل المباشر مع الأطباء حيث يمكنك ذلك عبر الفيديو والصوت.
4. تقدم عناية فورية لك عند حُدوث شيء ما مفاجئ يتطرأ على صحتك حتى وصولك للمستشفى التقليدي.
• أمثلة للأنشطة:
1. إذا ارتفع ضغط دمك فجأة ، عند ذلك سيعرف طبيبك فورًا ليقدم لك النصيحة الفورية العاجلة , ولو الامر يتطلب اللجوء الى أقرب مستشفى يتم اخبارك واعلام المستشفى بالحالة الصحية لك.
2. تصور أنك ترتدي ساعة ذكية أو تستخدم جهازًا صغيرًا في المنزل يقيس ضغط دمك ، نبضات قلبك ، أو مستوى السكر لديك , هذه الأجهزة ترسل بيانات صحتك تلقائيًا للطبيب وبها يتعامل معاك.
3. يمكنك التحدث مع طبيبك أو ممرضتك عبر مكالمة فيديو من هاتفك أو جهازك اللوحي , مثال تشعر بألم في الحلق ؟ يمكنك استشارة طبيب عام ليرى حالتك ويصف لك الدواء ، كل ذلك دون مغادرة منزلك.
4. يوجد فريق من الأطباء والممرضين والمتخصصين يراقبون بياناتك الصحية ويقدمون لك الدعم والنصائح بصفة مستمرة وعلى مدار الساعة , مثال لو كنت مريض سكري ، سيساعدونك في تعديل جرعات الأنسولين أو نظام غذائك بناءً على قراءاتك اليومية.
• مزايا المستشفى الافتراضية:
1. الوصول إلى المتخصصين: تتيح الوصول إلى أطباء متخصصين قد لا يكونون متوفرين محليًا.
2. توفير الوقت والتكاليف : تقلل من الوقت والجهد المبذولين في التنقل إلى المستشفيات ، وتخفض التكاليف المرتبطة بالبنية التحتية المادية للمستشفيات التقليدية.
3. تحسين إدارة الحالات المزمنة: توفر مراقبة مستمرة للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، مما يساعد في الاكتشاف المبكر للمشكلات والتدخل في الوقت المناسب.
4. تقليل مخاطر العدوى: تسمح للمرضى بتلقي الرعاية دون التعرض لبيئات المستشفيات التي قد تكون معرضة للعدوى، وهو أمر مهم بشكل خاص للمرضى ذوي المناعة الضعيفة.
5. الراحة وإمكانية الوصول : تتيح للمرضى الحصول على الرعاية من منازلهم ، مما يلغي الحاجة إلى السفر والنقل ، وهو أمر مفيد بشكل خاص لسكان المناطق النائية أو ذوي الاحتياجات الخاصة.
6. تقليل الازدحام في المستشفيات: تخفف الضغط على المستشفيات التقليدية عن طريق تحويل الحالات غير الطارئة إلى الاستشارات الافتراضية ، مما يحرر الموارد للحالات الحرجة داخل أو خارج المستشفى.



• ثانياً ــ التحديات التي تواجه المستشفى الافتراضية:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• التحديات التقنية والبنية التحتية:
1. ضعف الاتصال بالإنترنت: تعتمد المستشفيات الافتراضية بشكل كبير على اتصال إنترنت قوي وموثوق.
2. التعقيد التقني للمستخدم: قد يجد بعض المرضى (خاصة كبار السن أو غير المعتادين على التكنولوجيا) صعوبة في استخدام التطبيقات والأجهزة.
3. قابلية التشغيل البيني (Interoperability): صعوبة دمج الأنظمة المختلفة (سجلات المرضى الإلكترونية، أنظمة المراقبة، منصات الاستشارات) من بائعين مختلفين. هذا يعيق تدفق البيانات بسلاسة.
4. نقص الأجهزة الذكية: يحتاج المرضى إلى هواتف ذكية، أجهزة لوحية، أو أجهزة كمبيوتر مزودة بكاميرات وميكروفونات، بالإضافة إلى أجهزة المراقبة الحيوية المتصلة. قد لا يمتلك الجميع هذه الأجهزة.
• التحديات التنظيمية والتشريعية:
1. التراخيص عبر الحدود: قد يواجه الأطباء تحديات تتعلق بممارسة الطب في ولايات أو دول مختلفة إذا كان المريض والطبيب في منطقتين جغرافيتين متباعدتين.
2. الإطار القانوني والتنظيمي: العديد من الدول لا تزال بحاجة إلى تطوير قوانين ولوائح واضحة تنظم عمل المستشفيات الافتراضية، بما في ذلك تراخيص الأطباء، المسؤولية الطبية، وسداد التكاليف.
3. نظام السداد والتأمين: تحديد كيفية تعويض مقدمي الخدمات وتغطية التأمين للخدمات الافتراضية لا يزال قيد التطوير في العديد من الأنظمة الصحية , هل سيتم سداد تكاليف الرعاية الافتراضية بنفس معدل الرعاية التقليدية؟


• تحديات الأمن والخصوصية:
1. المخاطر السيبرانية: زيادة سطح الهجوم للتهديدات السيبرانية مع تزايد الأنظمة المتصلة والبيانات المنقولة عبر الشبكات.
2. خصوصية المريض: ضمان سرية المحادثات والاستشارات عبر الفيديو، وعدم وصول أطراف غير مصرح لها إلى المعلومات الصحية.
3. أمن البيانات: حماية بيانات المرضى الحساسة من الاختراق أو التسريب أمر بالغ الأهمية. أي خرق للبيانات يمكن أن يؤدي إلى فقدان الثقة وعواقب قانونية خطيرة.
• التحديات البشرية والاجتماعية:
1. القبول والثقة: قد يشعر بعض المرضى بعدم الراحة أو نقص الثقة في تلقي الرعاية عن بعد، ويفضلون الاتصال الشخصي مع الطبيب.
2. الفجوة الرقمية: قد يكون هناك تباين في القدرة على الوصول إلى التكنولوجيا بين الفئات العمرية المختلفة أو المستويات الاقتصادية.
3. التدريب والتأهيل: يحتاج مقدمو الرعاية الصحية (الأطباء والممرضون) إلى تدريب مكثف على كيفية استخدام التكنولوجيا الجديدة، وتعديل أساليب الفحص والتشخيص لتناسب البيئة الافتراضية.
4. لمسة الإنسان: قد يفتقد الأطباء القدرة على إجراء فحص جسدي شامل، والذي لا يزال أساسيًا لتشخيص العديد من الحالات. كما أن التفاعل البشري المباشر يلعب دورًا هامًا في بناء العلاقة بين الطبيب والمريض.
• تحديات التشخيص والعلاج:
1. التعامل مع التعقيدات: قد يصعب التعامل مع الحالات المعقدة أو المتغيرة بسرعة عن بعد.
2. وصف الأدوية الخاضعة للرقابة: قد تكون هناك قيود على وصف بعض الأدوية الخاضعة للرقابة عن بعد.
3. الحالات الطارئة والحرجة: المستشفى الافتراضي غير مناسب للحالات الطارئة التي تتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا في الموقع (مثل الجلطات القلبية، حوادث السير، النزيف الحاد).
4. غياب الفحص الجسدي: لا يمكن للمستشفى الافتراضي أن يحل محل الفحص الجسدي الشامل الضروري لتشخيص العديد من الأمراض بدقة (مثل الاستماع إلى نبضات القلب والرئة، الفحص البصري الدقيق).
• التحديات المتعلقة بالإنصاف والوصول:
1. اللامساواة في الوصول: الفجوة الرقمية يمكن أن تؤدي إلى عدم مساواة في الحصول على الرعاية، حيث قد تستفيد الفئات الأكثر امتلاكًا للتكنولوجيا.
2. الحواجز اللغوية والثقافية: قد تكون هناك تحديات في تقديم الرعاية الافتراضية للمرضى الذين لا يتحدثون اللغة الرئيسية أو الذين لديهم خلفيات ثقافية مختلفة.


• ثالثاً ــ خلاصة القول :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. المستشفيات الافتراضية خطوة نحو مستقبل الرعاية الصحية ، حيث تهدف إلى جعل الخدمات الطبية أكثر كفاءة ووصولًا وراحة للمرضى.
2. موضوع التحديات يعمل عليها فريق متخصص لإيجاد الحلول المناسبة , التحديات تتطلب تعاونًا بين حكومات الدول ، مقدمي الرعاية الصحية ، شركات التكنولوجيا ، والمجتمعات لوضع الأطر التنظيمية المناسبة ، الاستثمار في البنية التحتية، وتدريب المستخدمين، وتطوير تقنيات أكثر أمانًا وسهولة في الاستخدام.
• لماذا المستشفى الافتراضية هي الحل الأمثل لنا ؟
توفر الراحة التامة , توفر الوقت والمال , توفر الأمان الصحي الأفضل , توفر البحث عن طبيب أو مستشفى , توفر الخدمات والرعاية للمرضى ذوي الأمراض المزمنة , هي الحل الأمثل لمتابعة حالتهم بانتظام دون عناء الذهاب المتكرر للمستشفى , والبحث عن مواصلات أو مكان انتظار للسيارة.
• هل المستشفى الافتراضية مناسبة لكل الحالات؟ ... لا ...
1. المستشفى الافتراضية ممتازة للعديد من الحالات مثل ( متابعة الأمراض المزمنة كالسكري ، الضغط ، القلب , الاستشارات الطبية العامة , تجديد الوصفات الطبية , متابعة ما بعد العمليات الجراحية البسيطة , تقديم النصائح الصحية والغذائية.
2. لكن في الحالات الطارئة والحرجة التي تتطلب تدخلاً جراحيًا فوريًا أو عناية مركزة ، هي فقط تساعدك حتى الوصول إلى أقرب مستشفى لك , مع تبليغ المستشفى بحالتك الصحية , المعني أن الأنسان يظل بحاجة إلى المستشفى التقليدي ولكن عن الضرورة.
• ما الدول التى تطبق نظام المستشفي الافتراضي؟
1. أستراليا : شهدت أستراليا تطوراً كبيراً في المستشفيات الافتراضية ، خاصة مع جائحة كوفيد-19.
2. الولايات المتحدة الأمريكية : تُعد من أوائل الدول التي بدأت في تطبيق مفهوم المستشفيات الافتراضية ، ولديها العديد من المراكز الرائدة.
3. كشفت الصين مؤخرًا عن مفهوم "المستشفى الذكي" (Agent Hospital) الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي، بهدف تدريب الأطباء في البداية وتعميم الأطباء الافتراضيين على المرضى في المستشفيات.
4. فنلندا: رائدة مبكرًا في هذا المجال ، حيث تم تسجيل أول مستشفى افتراضي في الاتحاد الأوروبي ، وهو The Atuline Virtual Hospital، الذي بدأ تطويره عام 1998 وقدم استشارات طبية عبر الإنترنت ووصفات إلكترونية , ثم دول من أوروبا ( المملكة المتحدة ، النرويج ، فنلندا، إسبانيا ) .
5. المملكة العربية السعودية : تعتبر من الدول الرائدة عالمياً في هذا المجال , فقد دشنت مستشفى الصحة الافتراضية في فبراير 2022، التي تعد الأكبر من نوعها في العالم بنفس المفهوم ، تهدف إلى دعم أكثر من 130 مستشفى في المملكة وتقديم أكثر من 30 خدمة تخصصية دقيقة وفرعية.
6. مصر: تتجه نحو إنشاء أول مستشفى افتراضي في عام 2024 لتوفير الرعاية عن بُعد، وذلك ضمن جهود الدولة في بناء مصر الرقمية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في قطاع الرعاية الصحية.
• ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الاعداد والبحث / بدرالدين أحمد

تعليقات